من أعلام الأدباء و علماء في عصر العباسي الثاني : ابن الرومي


     

https://elpoesya.wordpress.com
       هو أبو الحسن عليّ بنُ العباس بن جُريجٍ. وجريجٌ هذا أو جَرجيسُ أو جورجيوس رجلٌ روميّ (يوناني). وُلِدَ ابنُ الرومي في الجانب الغربيّ من بغداد في جمادى الأولى من سنة 221 ه (836 م). وكانت أمّ ابن الرومي حسنة بنت عبد الله السجزي (السجستاني) فارسيةً.[1]
        نشأ ابن الرومي في بيت من الثروة جاءت إليه من مواليه بني العباس أهل البيت المالك الذين كان ابن الرومي يعيش في كنفهم. و أسلم ابن الرومي على يد عبيد الله بن عيس بن جعفري الخليفة المنصور العباسي فألحقَ وِلاءه، من أجل ذلك ببني العباسي.  نال ابن الرومي طرفا صالحا من علوم العربية كاللغة والنحوِ والأدب و من العلوم العقلية والطبيعية. وتزوّج ابن الرومي مرتين ورزق من زوجتيه كلتيهما أولادا. ولكنه لم يكن وادعا في زواجه ولا سعيدا في ما رزق من أولاد. وقد توفّيت إحدى زوجتيه في حياته و معظم أولاده أيضا. وكذلك توفّيت أمه في حياته وتوفي أخوه الذي كان يعينه على الحياة، فاستقر في نفسه من أجل ذلك كثير من التشاؤم و النِقمة.
        وتوفي ابن الرومي مسموما، تولّى وَضْعَ السمّ له أبو فِراس الكاتب بأمر القاسم بن عبيد الله وزير الخليفة المعتضد، لأنه كان أكثر من هجاء القاسم بن عبيدالله وأفحش. وقيل بل مرض ووصف له الطبيب دواءً فيه سُم فغَلِط في مقدره واكثر منه فمات. وكانت وفاته بالجانب الشرقي من بغداد يوم الأربعاء من جمادى الأولى أيضا سنة 283 ه (896 م) و قيل أربع و ثمانين و قيل ست و سبعين و مائتين. و دفن في مقبرة باب البستمان.[2]
        و كان ابن الرومي من كُتّاب الدواوين، ولكن الشعر غلب عليه (العمدة 1:9) فلم يُعرف إلا بالشعر. وكان ابن الرومي مصابا باالسويداء مُضْطَرِبَ النفس لا يملك أعصباه، فظهر عليه أربعة أعراضٍ بعضها تابع لبعض: هي الطَيِرَةُ والتساؤم والغرور وسوء المخالقة للناس.
        ابن الرومي شاعر مطبوع بحري في شعره على السليقة ولا يتكلّف أبدا، على الرغم من أنه طويل النفس. فقد يبلغ بالقصيدة نحو ثلاثمائة بيت. وابن الرومي يهتمّ بالمعاني أكثر من اهتمامه بالألفاظ. والمعاني في شعره كثيرة وفيها ابتكار. إن ابن الرومي مُغْرَمٌ بالمعاني: ((يؤثر المعنى على اللفظ فيطلب صحّته ثم لا يُبالي حيث وقع (معنه) من هُجْنَةِ اللفظِ وقُبحه و خشونته)).[3]
        فنون ابن الرومي وأغراضه فكثيرة جدًّ. فله مديح وعتاب وفخر وتهديد وهجاء، وله وصف وحكمة وغزل ونسيب ورثاء. قال ابن الرومي الشعر في كل غرض ولاسيما الوصف والهجاء. والوصف يغلب على جميع فنون ابن الرومي: أجاد ابن الرومي وصف الطبيعة بما فيها من حياة و أشجار و أطيار ، و أجاد وصف المطاعم و المشارب[4]
             وابن الرومي من أقدر الهجائين في تاريخ الأدب العربي. وكان الوصف والتحليل يغلبان على             هجائه فيُكسبانِه صورًا رائعة تحمل السامع على الهزؤ بالمهجوّ. يهجو ابن الرومي بالعيوب الخلقية             كالجبن والبخل والتقاعس، ولكن ميزته البارزة كانت في تناول العيوب الخلقية (الجسمية) كالعَرَج               والاحديداب والقبح وطول اللحية، وفي حسن التهكّم بذلك. وشعره كما التالي[5]:

1.   قَصُرَتْ أخَادِعُهُ وَطَلَ قَذَلِةُ )( فَكَأنَّهُ مُتَرَبّصٌ أنْ يُصْفَعَا
    وَكَأنَّمَا صُفِعَتْ قَفَاهُ مَرَّةً    )(  وَأحَسَّ ثَنِيَةً لَهَا فَتجمّعا

   2. وَرَازِقِيٍّ     مُخْطَفِ    الحُصُوْرِ    )(   كَأنّهُ     مَخَزِنُ       البَلُّورِ
       قَدْ ضُمِّنَتْ مِسْكًا إلى الشُّطُوْرِ   )(   وَفِي الأعَالي ماءُ وَرْدٍ جُوْرِي
       لَمْ يُبْقِ مِنْهُ وَهَجُ       الحُرُوْرِ     )(   إلَّا ضِيَاءً في ظُرُوْفِ النُّوْرِ
       لَوْ أنَّهُ يَبْقَى عَلى    الدثهُوْرِ     )(   قَرَّطَ آذَانَ الحِسَانِ الحُورِ



[1]  تاريخ الأدب العربي: ص 340
[2]  تاريخ الأدب العربي : ص 341
[3]  تاريخ الأدب العربي : ص 342
[4]  الوسيط : ص 229
[5] تاريخ الأدب العربي : ص 343
رر

Komentar

Postingan populer dari blog ini

Seblang, The Mistic Dance of Banyuwangi

Kuliner Bengi Lan Lungguh Ngopi Surganya Kuliner Osing Banyuwangi

Lima Materi Persiapan Mendaftar PPIH Arab Saudi